مرحباً بكم في عصر الجامعة الزاهر بكم إن شاء الله، اساتذةً وأولي أمر، وطلاباً ميامين. فقد ولدت جامعة العلوم والتقانة بعد عمل مضنٍ لسد الفجوة بين الممكن والمستحيل في مجالات العلوم الطبية والهندسية والإدارية وعلوم الحاسوب وتقانة المعلومات، لتصبح نقطة إشعاع فكري وحضاري تجتذب الكفاءات العلمية من داخل القطر وخارجه، وتفتح أبوابها لاثني عشر ألف طالب و طالبة، جاءوها من كل حدب وصوب دون تمييز باللون أو الجنس أو الدين، تحت فلسفتها الرامية لنبذ الجهوية والعنصرية والتعصب المقيت .
هكذا شبت جامعة العلوم والتقانة حتى صارت في مصاف الجامعات الأنموذج بالسودان والمنطقة العربية حسب تصنيف الدوائر العلمية بالتعليم العالي ، فضلاً عن كونها جامعة للمجتمع بمراكزها الأكاديمية والخدمية، كمركز الدراسات الأمدرمانية، مركز السكان والتنمية، وتنمية القدرات، ومركز مكافحة الإيدز، ومركز الملكية الفكرية، والمركز التشخيصي للأنسجة و الخلايا و مركز البرير الثقافي. و بكلياتها المتخصصة في مجالي الهندسة و الطب حيث توافرت المعينات، كالمعامل والمستشفيات التعليمية مثل: مستشفى الأسنان الخيري و(مستشفى التقانة البلك التعليمي ) و ( مستشفى التقانة النو التعليمي ). و يبلغ عدد مرتادي هذه المستشفيات حوالى الألفين يومياً. وتبذل الجامعة جهداً مقدراً لإقامة العلاقات الخارجية مع جامعات عربية وغيرها، إضافة للمنظمات العالمية كاليونسكو، واليونيسيف. نتيجة لذلك اكتسبت العضوية الكاملة لاتحادات الجامعات السودانية والعربية، والأفريقية، والعالمية.
يأتي الاهتمام بالدراسات العليا هدفاً وأولوية لاعتبارات شتى، في مقدمتها أهمية البحث العلمي كهدف من أهداف الجامعة، والتفوق الملحوظ لخريجي هذه الجامعة في الدراسات العليا بالجامعات الأخرى. فكلية الدراسات العليا والتطوير الأكاديمي أصبح لها دور عظيم في بلورة هذا النشاط الأكاديمي، وجعله حقيقة وعلامة مميزة لهذه الجامعة بعد تنفيذ عدد من برامج الماجستير والدكتوراه في عدد من كليات الجامعة .
ينتشر الظل الإداري للجامعة على ثلاثة مواقع: فالمقر الأول سُمي بمجمع العلوم الهندسية والتقنية، ويشمل كلية الهندسة بأقسامها ، وكلية علوم الحاسوب وتقانة المعلومات ، وكلية الدراسات العليا والتطوير الأكاديمي، إضافة للمنشآت الأخرى كمركز الحاسوب، والمكتبة الرقمية، و قاعة المؤتمرات الدولية، ورئاسة عمادة شؤون الطلاب، وإدارة القبول وإدارة الرسوم. المقر الثاني يقع شمال امدرمان وقد سُمي بمجمع العلوم الطبية، ويشمل كلية الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والمختبرات الطبية، ومستشفى الأسنان، والمكتبة الفرعية للعلوم الصحية، والمدينة الرياضية، والمتحف الطبي، ومبنى الإدارة العليا للجامعة. المقر الثالث مجمع العلوم الإدارية والدراسات التقنية وتنمية المجتمع .
أمام هذه الحقائق يصبح واجب الطلاب هو التركيز على التحصيل الأكاديمي، والاهتمام بالإبداع الطلابي. فهما رافدان لمنبع واحد اسمه جامعة العلوم والتقانة، حيث يصبح من واجبات إدارة الجامعة ترسيخ أهداف الإستراتيجية الشاملة للأعوام الخمسة القادمة، والمثابرة لإنفاذ بنودها المختلفة وصولاً لأعلى درجات التميز والارتقاء.
د. المعتز محمد أحمد البرير
رئيس الجامعة